قبل أن تبدأ في قراءة هذه المقالة، دعني أسألك سؤال لتجيبني عليه في نفسك، كم عدد الجهات الخيرية التي تعرفها قامت بعمل خطة استراتيجية مكتوبة وموثقة لشبكاتها الاجتماعية؟
وأعرف مسبقاً أن اجابة هذا السؤال ستكون حزينة نوعاً ما، لأن أغلبية المنظمات لدينا وللأسف تعمل بدون خطط لإدارة شبكاتها الإجتماعية إلا ما رحم الله. لذا يجب على جميع المنظمات الخيرية البدء في إعداد خططها الالاستراتيجية لإدارة الشبكات الاجتماعية فيها. فهذه الخطة تعتبر القوة المحركة التي تقود الإعلام إلى تحقيق النجاحات المطلوبة، وبدون هذه الخطط للأسف سيكثر الفشل كما نراه في الكثير من المنظمات.
النقاط التالية هي خمس خطوات هامة للبدء في إعداد الخطة الاستراتيجية للإعلام الاجتماعي في المنظمة، نرجو أن تهتم بها المنظمات عند إعدادها لتلك الخطط

التقييم العام

في بداية إعداد الخطة الاستراتيجية للإعلام الإجتماعي في المنظمة يجب عليك البدء في التقييم الشامل والكامل لقدرات وسائل الإعلام الإجتماعية الخاصة بالمنظمة حالياً، فهذا التقييم من شأنه أو يوضح لك الوضع الحالي للشبكات الاجتماعية الخاصة بالمنظمة، ويسهل عليك إعداد خطة استراتيجية تساعد في إنجاح الإعلام فيها وتجاوز الضعف الحاصل فيها. واحرص أن يكون تقييمك واقعياً لتتمكن من الوصول إلى نتائج حقيقية تمثل واقع منظمتك.

اسأل نفسك وفريقك عدة أسئلة مثل: ما نقاط القوة في شبكات الإعلام الاجتماعي لدى المنظمة، وما نقاط التقصير والضعف فيها ؟ ما سبب فشل الإعلام الاجتماعي في بعض المشاريع وما سبب نجاحه في أخرى ؟

وقد ذكرنا في مقال سابق هنا مقالاً حول قياس الأداء في المنظمات الخيرية. وهنا أيضاً بعض الخطوات لقياس أداء حساب المنظمة في تويتر.

الأهداف

تعتبر الأهداف العنصر الرئيسي في خطتك، لأنها تعتبر نقطة النجاح في حال الوصول إليها بالشكل المطلوب. لذا قم بوضع أهداف تنظيمية لخطتك الاستراتيجية، ليس فقط من وجهة نظر الإدارة، بل من أصحاب المصلحة الرئيسيين وصناع القرار والسلطة التنفيذية والعاملين، واتفقوا عليها واعتمدوها. فهذه الأهداف ستجيبك على سؤال مثل: أين تريد أن تصبح المنظمة بعد 6 أشهر من الآن في الإعلام الاجتماعي، أو بعد عام كامل ؟

كما يجب عليك أن يكون كل عمل تعمله في شبكاتك الاجتماعية أن يصب في تحقيق هدف معين من أهداف منظمتك التي وضعتها. فمثلاً يجب أن تكون كل تغريدة وريتويت ورد على تساؤل وتعليق يساهم في تحقيق أي هدف من أهداف المنظمة. وقد كتبنا في مزن مقالاً مطولاً حول أهداف الخطة الاستراتيجية للمنظمات، يمكنك قراءته من هنا.

المقاييس

قم بربط أهدافك الموضوعة والمعتمدة بمقاييس واضحة لتستطيع قياس النجاح أو الفشل لكل هدف، وارسم خطة واضحة لطريقة القياس. فعندما يكون لديك مثلاً هدف يهتم بنشر الوعي في جانب اجتماعي معين عبر الإنترنت، فيجب عليك أن تربط هذا الهدف بمقياس محدد لتتمكن من معرفة مدى نجاح وصولك لهذا الهدف من عدمه. ومن أمثلة المقاييس التي من الممكن تطبيقها على هذا المثال “الاستبيان”، كأن يتم نشره بعد فترة معينة لمعرفة مدى تأثير البرامج التي قمت بطرحها لتحقيق هذا الهدف.

تقييم المجتمع

قم بتقييم حال الجمهور الذي يستفيد من خدماتك ويتأثر بها على الإنترنت، مالذي يريده ومالأمر الذي يتوقعه منك؟ قم باستخدام أدوات المسح المتوفرة على الإنترنت مثل SurveyGizmo و Wufoo. فمعرفة واقع الجمهور الذي تخاطبه على الإنترنت سيسهل عليك توفير المحتوى المناسب له، والعكس صحيح. اعرف مالمنصة التي يستخدمها جمهورك بكثرة، مالمحتوى الذي يثيرهم أكثر من غيره ؟ وغيرها الكثير من التساءلات المهمة.

اختيار الأدوات

الآن، وبعد أن قمت بوضع أساسيات خطتك الاستراتيجية للإعلام الاجتماعي، قم باختيار المنصات الاجتماعية والأدوات المساعدة التي ستمارس عليها عملك وستحقق لك أهدافك وتخلق لك التأثير الذي تريده في المجتمع. أدرس كل شبكة اجتماعية على حدة، وقم باختيار الأنسب لجمهورك بعد دراسة واقعهم، فهل هم متواجدين أكثر في تويتر أم الفيسبوك ؟. كما لا تنس اختيار الأدوات والتطبيقات المساعدة للشبكات الاجتماعية والتي ستساهم في إنجاح خطتك، فمثلاً أنت تريد أن يقوم حساب المنظمة في تويتر بالتغريد بشكل مستمر غير منقطع، لذا يجب عليك أن تدرس أدوات التغريد التلقائي في تويتر وتختار أفضلها بالنسبة إليك، مثل Buffer أو Hootsuite، وغيرها الكثير من الأدوات. وقد ذكرنا هنا في مقال سابق بعض الأدوات الهامة التي يجب على مسؤول الشبكات الاجتماعية في المنظمة إتقانها.

ختاماً .. اعلم أن عدم اهتمامك بالخطة الاستراتيجية في الإعلام الاجتماعي سيسبب لك التخبط في عملك، كما أنه قد يصعب عليك تحقيق أهدافك كما لو كان لديك خطة استراتيجية تقودك وتدلك وتهديك للنجاح.