البحث

تسجيل الدخول

أو التسجيل كعضو جديد

البحث

فوبيا البرمجة لدى الأطفال

الرابط المختصر:

mozn.ws/88575

التصنيف:

محاور المقال

فوبيا كلمة نسمعها كثيرًا وتعني لغوياً “الرهاب” أو الخوف الكامن من شيء ما أو مكان ما أو الخوف من سلوك معين يمثل خطراً على الحياة، كالخوف من المناطق المرتفعة أو الأماكن المغلقة أو الخوف من الحيوانات كالقطط مثلًا وغيرها من المسببات التي لا حصر لها، ولم نتوقع أبدًا أن تُقترن هذه الكلمة يومًا ما بالتقنيات الحديثة وأبسطها أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وما يتعلق بها من تطبيقات وبرامج،فمع الانتشار الكبير للتقنيات الحديثة بكافة سبلها وأنواعها، ظهرت العديد من المخاوف جراء انتشار هذه التقنيات الحديثة والاستخدام المتواصل لشبكة الإنترنت، ويُشخص مرض “الرهاب” من الناحية الطبية عندما يكون مرفقاً بواحدة من الفئات الخمس وهي الرهاب من الحيوانات أو الخوف المرضي من منظر الدم والحقن أو الطبيعة والبيئة أو مواقف مخيفة وغيرها، وعلى الرغم من أن “رهاب التكنولوجيا” كمرض لم يُثبت طبياً أو سريرياً، غير أنه موجود فعليًا.

حيث صرح البروفيسور في علم النفس الدكتور (مارتن أنطوني) المدير التنفيذي لمركز فيلادلفيا للصحة النفسية لموقع مشابل الإلكتروني أن الأطباء يطلقون على الرهاب الذي يتعلق بالتقنيات الحديثة وما يتعلق بها أجهزة وتطبيقات وبرمجيات مصطلح “تكنو فوبيا”  “Technophobia”، والتكنو فوبيا يندرج تحتها العديد من الأشكال ومن هذه الأشكال ما يعرف بفوبيا التعامل مع أجهزة الحاسب ومنها أيضًا فوبيا استخدام الكاميرات ومنها أيضًا مايسمى بـ(فوبيا البرمجة) “Coding Phobia”

تعرف البرمجة بأنها عبارة عن وسيلة من أجل إعطاء كافة الأوامر والتعليمات لجهاز الحاسب الآلي بلغة تكون مفهومة له من أجل أداء مهمة أو وظيفة محددة، والشخص الذي يقوم بعمل هذا الشيء يسمى المبرمج وهو عبارة عن شخص يتمكن من إتقان واحدة من لغات البرمجة كي يستطيع أن يتواصل بها مع الحاسوب للعمل على إنتاج البرنامج.

 أسباب فوبيا البرمجة لدى الأطفال:

يشعر العديد من الأشخاص وخاصة فئة الأطفال بالخوف من مجرد فكرة تعلم البرمجة  وذلك  لعدة أسباب نذكر منها ما يلي:

 * الصور الذهنية التي رسمها الإعلام عن المبرمج:

فمن خلال العديد من المقابلات الشخصية التي تم إجراؤها مع بعض الأطفال لدراسة أسباب ظاهرة فوبيا البرمجة والتي أدت إلى العزوف عن تعلم البرمجة، اتضح أن العديد من الأطفال يرسمون في خيالهم شخصية مبرمجين الحاسوب بتلك الصورة التي صدرها الإعلام المرئي من أفلام سينمائية أو أفلام كرتونية باعتبارهم أشخاص مهووسين بالرياضيات ويرتدون نظارات سميكة ويقومون بإجراء عمليات حسابية ضخمة في وقت قليل جداً، وهذه الصورة جعلت العديد من الأطفال يخافون من خوض تجربة تعلم البرمجة ولا يرون أنفسهم مثل هؤلاء الأشخاص ولا يجدون أنفسهم في هذا المجال.

* اعتقاد الأطفال أن تعلم البرمجة أمر صعب ومعقد:

Classes, objects, methods, inheritance, functions, arguments, parameters, loops, frameworks…

عندما يشاهد أو يستمع الأطفال إلى مثل هذه المصطلحات التي تتعلق بالبرمجة والتي يرونها محيرة وتمثل لهم تحدي كبير في فهمها والتعامل معها، فحينها يرى الكثير من الأطفال أن مصطلحات البرمجة وصيغ الترميز تبدو وكأنها لغة أجنبية صعبة ومخيفة ومن كوكب آخر، وبالتالي يبدأ الأطفال بالشك في قدرتهم على التعامل مع مثل هذه المصطلحات والصيغ ويشعرون بأنهم سوف يفشلون وبالتالي  يخافون من خوض تجربة تعلم البرمجة.

* من أين وبماذا أبدأ؟

على الرغم من وجود العديد من المصادر التعليمية التي تعلم البرمجة عبر الإنترنت إلا أنه لا يزال من الصعب على الأطفال البدء في تعلم البرمجة فهم يجهلون العديد من الأمور مثل ماذا يجب أن أتعلم؟ ومن أين أبدأ أتعلم؟ خاصة وأن هناك العديد من النصائح المتضاربة على شبكة الإنترنت حول ما يجب أن يتعلمه الأطفال من لغات البرمجة وطريقة التعلم الأنسب لهم، فهل يجب أن تتعلم JavaScript أم Python؟ وهل يجب أن تتعلم عبر الإنترنت مجانًا بنفسك أم الحضور بالدورات التدريبية مدفوعة الثمن؟ هل أتعلم البرمجة من خلال دورات حضورية أم دورات عن بعد؟

نصائح للتغلب على فوبيا البرمجة لدى الأطفال:

* تشجيع الطفل على البدء بلغات البرمجة السهلة:

يجب على الآباء والمعلمين توجيه الأطفال لبدء تعلم لغات البرمجة السهلة التي تعتمد على البلوكات واللبنات والسحب والإفلات، بدلاً من البدء بتعلم اللغات ذات الأكواد والرموز الصعبة الفهم والحفظ والاستخدام، ومن أمثلة اللغات السهلة لغة “سكراتش” Scratch فهي تعد من أفضل  وأسهل الوسائل المتاحة لتعليم الأطفال مبادئ البرمجة والتي تعتمد على اللبنات البرمجية الجاهزة.

مشروع سكراتش هو من تطوير معهد ماساشوستس للتقنية MIT وهناك الملايين من الأطفال في كل دول العالم يشاركون فيه ويبنون مشاريع خاصة بهم والمميز في لغة سكراتش هي أنها ليست مناسبة للأطفال فقط، بل أن أي شخص يرغب في تعلم مبادئ البرمجة يمكن أن يستفيد منها، والمميز في هذه اللغة هي أنها متوفرة بعدد كبير من اللغات بما في ذلك اللغة العربية وقد أجريت بعض الدراسات الأكاديمية بالجامعات السعودية ومنها دراسة عبدالرحمن العثمان بجامعة الإمام محمد بن سعود والتي أثبتت الأثر الإيجابي لتدريس البرمجة باستخدام لغة سكراتش (Scratch) على الدافعية الذاتية نحو تعلم البرمجة لطلاب المرحلة الابتدائية بمدينة الرياض.

*في البداية ركز على لغة برمجة واحدة:

على الآباء والمبرمجين توجيه الأطفال للتركيز على لغة برمجة واحدة وعدم تشتيت تركيزهم في تعلم أكثر من لغة فلا يبدأ الطفل اليوم بتعلم لغة من اللغات البرمجية ثم ينتقل غدًا إلى تعلم لغة أخرى، فهذا التصرف غالبًا سيؤثر سلبًا على الطفل وعلى نمو مهارته وحبه لهذا المجال.

*تعليم الأطفال البرمجة من خلال الألعاب:

فعندما يدرك الطفل أن لعبته المفضلة تعمل عن طريق البرمجة وأنه يمكنه التحكم بها والتعديل عليها فسوف يتحرك شغفه ويُثار فضوله نحو تعلم البرمجة ليتمكن من التعديل عليها، وهناك العديد من الألعاب التي تشجع الطفل وتساعده على تعلم البرمجة لأنها تحتوي على عدة نماذج من صنع عالمه الخاص على سبيل المثال لعبة  Minecraft و التي تعد واحدة من أكثر الألعاب شيوعًا بالعالم التي تشجع الأطفال على استكشاف البرمجة وتعلمها، ويوجد العديد من الألعاب الأخرى مثل Roblox و Algo Run و Algorithm City و Angry Birds و RoboGarden والتي من الممكن أن يؤدي التعامل معها إلى تقديم “دروس” في البرمجة للأطفال بالطريقة التي يحبونها ويتفاعلون معها.

*الاعتماد على المصادر التعليمية المناسبة:

عندما لا يجد الطفل المصادر التعليمية المناسبة لتعلم مهارات البرمجة، حينئذ تصبح الأمور بالنسبة له صعبة للغاية، لذا فإن أول شيء يجب فعله هو مساعدته للعثور على المصادر التعليمية المناسبة لتعلم البرمجة، ومن الممكن أن تكون هذه المصادر التعليمية على شكل كتاب أو برنامج تعليمي أو مدونة أو أي فيديو أو قناة على YouTube. بحيث يمنحه هذا المصدر التعليمي الشرح السهل والتدريب المناسب ويعلمه أفضل الممارسات في مهارات البرمجة والتطبيق العملي والحصول على التغذية الراجعة الإيجابية .

*ربط تعلم البرمجة بنشاط مفضل للطفل:

فعندما تدور كتابة الأكواد والبرمجة حول إنشاء الأشياء التي يحبها الطفل ثم جعلها تنبض بالحياة، فسيكون شرح البرمجة التي تتعلق بهذا النشاط المفضل جاذب وممتع، فعلى سبيل المثال إذا قام الطفل بإنتاج رسومات لشخصيات كرتونية يحبها ومن ثم يقوم بتعلم البرمجة لتحريكها أو تصميم ألعاب إلكترونية تشبه الألعاب الإلكترونية التي يفضلها ثم يقوم ببرمجتها أو بناء الروبوتات من خلال مكعبات  Lego ثم يحركها لتقوم بإنجاز مهام معينة، فحينها سيكون هناك نوع من الشغف و الدافعية والتحفيز للأطفال لمزيد من الانخراط في تعلم البرمجة والترميز .

*تشجيع الأطفال للانضمام إلى مشاريع البرمجة الجماعية:

شجع الطفل على ممارسة البرمجة مع فريق عمل من أطفال في نفس عمره، والانخراط في العمل الجماعي ضمن مشاريع البرمجة الجماعية مثل Code-a-thon و hackathons و التي تساعد الأطفال على التعلم من بعضهم البعض، ومع مرور الوقت ستتكون لدى الطفل المزيد من الاتجاهات الإيجابية نحو تعلم البرمجة وسوف تساعدهم هذه الشبكة من الأصدقاء و الزملاء المهتمين بالبرمجة على التخطيط لمشاريع أكبر  وقد تساعدهم في حياتهم المهنية مستقبلًا.

*توجيه الأطفال للانضمام إلى فعاليات تعلم البرمجة:

من الممكن أن يكون توجيه الأطفال للتسجيل بالفعاليات المحلية والعالمية التي تدعم تعلم البرمجة والتعرف عليها طريقة رائعة لمساعدة الأطفال على التخلص من فوبيا البرمجة. ومن أشهر هذه الفاعليات تلك التي نظمتها شركات Microsoft  و Apple  و Amazon  لنشر حب تعلم البرمجة وهي فاعلية (ساعة برمجة) والتي بدأت كدروس تعليمية مدتها ساعة واحدة لعلوم الحاسوب، مصمَّمة لإزالة الغموض الذي يحيط بمجال “البرمجة”، وتدعم هذه الحملة العالمية أكثر من 400 شريك و 200 ألف معلم في أكثر من 180 دولة في أنحاء العالم، وغيرها الكثير من الفعاليات المميزة كمسابقات وزارة التعليم بالسعودية “مدرستي تبرمج” والتي تهدف إلى تعزيز تعلم البرمجة لدى طلاب المدارس من خلال لعبة ماين كرافت وهي اللعبة العالمية مفتوحة المصدر التي تم إصدارها عام 2011 من قبل شركة “Mojang” وقد وفرتها المملكة العربية السعودية ضمن مبادرة (السعودية تبرمج). ومن الفاعليات أيضًا مبادرة شركة HT وشركة IBM  والتي عرفت بـ HT Code-a-thon “وقد حقق تعاون IBM مع HT Code-a-thon نجاحًا كبيرًا في مساعدة الطلاب على التعرف أكثر على أساسيات البرمجة.

*دمج تعلم البرمجة في مناهج التعليم:

من واجب القائمين على تطوير مناهج الحاسب الآلي بمراحل التعليم العام أن يضعوا في عين الاعتبار ضرورة تعليم الطلاب مهارات البرمجة من سن مبكرة، وعليهم عبئ كبير لتحقيق ذلك، فيمكنهم بدء تحقيق ذلك من خلال وضع مقررات تحتوي في كل مرحلة دراسية على مستوى من مستويات تعلم البرمجة والاستفادة من لغات البرمجة السهلة مثل سكراتش وبايثون وبرمجة الروبوتات الافتراضية وغيرها من اللغات، مما سيكون له أثر كبير في تنمية مهارات الطلاب في البرمجة في مراحل التعليم الأولى واستثمار أوقاتهم في ما هو نافع.

المراجع:

1

2

3

4

5

6

الوسوم:

هل أعجبك المحتوى؟

اقرأ وطور معرفتك التقنية واكتسب المهارات

شارك المحتوى مع من تحب

التعليقات (0)

اترك تعليقاً

عن الكاتب

إسلام السماحي

مستشار وخبير تربوي تقني عضو الجمعية العربية للروبوت والذكاء الاصطناعي

اقرأ أيضًا

يوم في حياة منظمة مع جمعية مأوى Mawa مشروع التنبؤ بأسعار الوحدة السكنية في كل منطقة بين الإثراء والفائدة، نصحبكم في رحلة ممتعة عبر سلسلة مقالات “يوم في حياة منظمة”. ......
أبرز الفروقات بين التحول الرقمي وتحول الأعمال  التحول هو الكلمة الطنانة اليوم في كل المجالات ، مما يعني أنه حان الوقت لرفع القدرات لتلبية متطلبات السوق المتغيرة. في بيئة سريعة ا......
ما الفرق بين رحلة العميل (Customer Journey) و رحلة المشتري (Buyer’s Journey) رحلة العميل (Customer Journey) ورحلة المشتري (Buyer’s Journey) هما مفهومان أساسيان في ال......
 تطبيق قانون حماية البيانات الشخصية (PDPL) في السعودية حماية البيانات تشكل عنصراً أساسياً في نجاح واستدامة أي منظمة. في ظل تزايد الاعتماد على التقنية والبيانات الرقمية، يصبح ضما......
فن كتابة رسالة بريدية فعالة للمتبرعين في عالم المنظمات غير الربحية، يعتبر التواصل الفعّال مع الجهات المانحة أمرًا حيويًا لضمان استمرارية الدعم وتحقيق الأهداف. كتابة رسائل إلكترو......
6 ممارسات لإدارة البيانات في المنظمات غير الربحية تعتبر البيانات جزءًا أساسيًا من دفع التبرعات وبناء العلاقات في المنظمات غير الربحية. و على الرغم من أن استخدامها قد لا يكون واض......

مجاني 100%

مميزات التسجيل في المنصة

كتابة التعليقات

إضافة المقالات إلى المفضلة

بحث متقدم

سبب الرفض
الملاحظات