المحتوى الذي ستشاركه منظمتك من خلال مواقع التواصل الإجتماعي هو الحلقة الرئيسية في سلسة علاقتك بجمهورك الحالي والمستهدف وهو فرصتك الذهبية لتحقيق ما تصبو له من نجاح، فمن خلاله تستطيع كسب ثقة الجمهور وتسطيع تعزيز هويتك بالإضافة لمد جسور التواصل بينك وبين جمهورك. سنتحدث في هذا الموضوع عن عملية صناعة محتوى متميز للشبكات الإجتماعية في خمس خطوات تبدأ من تحديد الهدف حتى إخراج المحتوى.

قبل البداية: ما هو المحتوى؟

تعددت التعريفات الخاصة بالمحتوى وتنوعت، إلا أنه بالإمكان إجمالها بالتعريف التالي: المحتوى هو ما تقدمه للجمهور وفق أطر مُعينة عبر وسائل محددة (وسائل التواصل الإجتماعي) لتُلبي حاجات لديهم أو تشبع رغبات عندهم من خلال مزيج من الصوت والصورة والمقطع المرئي والتصميم الفني.

تحديد نوع المحتوى

من المفيد جدًا تحديد نوع المحتوى الذي ستقوم بإنشائه، والتركيز عليه سيكون سببًا رئيسًا في تحقيق النجاح الذي تصبو له، ولكن ماذا عن تنوع المحتوى في حد ذاته؟ فعلى سبيل المثال: إذا كان المحتوى الذي سأقوم بإنشائه خاص بجمع التبرعات لحملة خيرية، فإن المحتوى المناسب هو نشر الإعلانات الخاصة بالحملة بتفاصيلها الهامة لدى المتلقي. لكن: هل اقتصر على تلك الإعلانات التسويقية المباشرة؟ بالطبع لا، فالأفضل أن تتناول المحتوى الخاص بالحملة من أبعاد وزوايا متنوعة متعددة، من خلال رسائل تسويقية مباشرة (نشر إعلانات الحملة – أرقام الحسابات – طرق التبرع والمساهمة)، وأخرى غير مباشرة (تناول الشق الإنساني في الحملة – البعد الديني – الجانب التثقيفي). وبذلك ستحقق المزيج المتكامل للمحتوى الناجح.

خطوات لصناعة محتوى مميز

لمستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي أهداف مختلفة ومتعددة، تختلف بحسب الوسيلة التي يستخدمونها والغاية من استخدامها. ولعل أهم تلك الأهداف وأبرزها:

• زيادة عدد المتابعين.
• التسويق للذات أو لمنتج.
• طرح قضايا تهم الرأي العام.
• كسب صداقات جديدة والتواصل مع الآخرين.

ولكن مهما اختلفت تلك الأهداف بين مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي، إلا أن هناك نقطة وركيزة واحدة هامة تجتمع فيها جميعها وتُعد بمثابة العمود الفقري لها وهي “المحتوى”.

خمسة خطوات لإنشاء محتوى مميز

عند بداية كتابتك للمحتوى، لابد أن تطرح على نفسك عدة تساؤلات من خلال خمسة مراحل:

• المرحلة الأولى: مرحلة تحديد الهدف
  لماذا أنا استخدام وسائل التواصل الإجتماعي؟ ما هو هدفي من ذلك؟ وماذا أريد تحقيقه؟
• المرحلة الثانية : مرحلة تحديد الجمهور
  من هو الجمهور الذي أسعى إلى التواصل معه وأحقق من خلاله ما أهدف له؟ وما هي الفئة المستهدفة مما سأقدمه؟
• المرحلة الثالثة :مرحلة تحديد المحتوى
  في هذه الخطوة يجب الإجابة على هذه الأسئلة: ما هو المحتوى التي سأقدمه من خلال مواقع التواصل الإجتماعي والتي ستحقق ما أصبو إليه بطريقة تُحاكي رغبات الجمهور المستهدف؟ في هذه المرحلة يتم تجميع كافة المعلومات المراد تقديمها للجمهور ووضعها في أُطر واضحة محكمة.
• المرحلة الرابعة :مرحلة تحديد وسائل التواصل المستخدمة
  في هذه الخطوة يجب الإجابة على هذه الأسئلة: هل استخدم انستغرام أم يوتيوب؟ ماذا عن فيسبوك و تويتر؟ أي هذه الوسائل أفضل للمحتوى الذي سأقدمه لشريحة الجمهور المستهدف؟ فقد يفضل الجمهور المستهدف قناة غير مشهورة في البلد المستهدف، لكنها أكثر ملاءمة لدى جمهورك المستهدف. ماذا عن استخدام كل منها بطريقة مختلفة؟
• المرحلة الخامسة: مرحلة إخراج المحتوى
  بعد تجميع المحتوى وتحديد الوسائل الأنسب لنشره، يتم معالجة المحتوى ومخرجاته بأفضل الطرق المتبعة في وسائل التواصل الإجتماعي التي تم اعتمادها في المرحلة السابقة. فعلى سبيل المثال، لو أردت استخدام موقع Instagram  فلابد من استخدام الصورة الناطقة والمقطع المرئي بمواصفات محددة. ولو ارتأيت بأن تويتر هو من سيحقق هدفك، فلابد من صياغة المحتوى بما يتماشى مع هذه المنصة من حيث لغة الخطاب وحجم وعدد الصور التي يقبلها النظام. هذه المراحل تأتي تباعا، ولا تسبق مرحلةٌ الأخرى.

ماذا بعد صناعة المحتوى؟

الآن أصبح المحتوى جاهزًا ومتكاملًا بين يديك. ضعه في جدول زمني محكم يتناسب مع ما ذكرناه سالفًا من اختيار القناة المناسبة والوقت المناسب، وهذا يسمى (Content Calendar) أو (تقويم المحتوى) وهو الأداة التي ستستعملها لجدولة المحتوى المنشور في مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بك، من حيث الوقت والتاريخ والقناة المستخدمة في كل عنصر من عناصر المحتوى الذي قمت بإنشائه.

وقد تكون هذه الأداة ملف وورد يحتوي على جدول النشر أو أحد التطبيقات المتخصصة في إدارة الإعلام الإجتماعي أو بأي طريقة تناسبك. مع مراعاة العناصر الأساسية في تلك الاداة:

• الوقت: متى سأنشر؟
• التاريخ: في أي يوم؟
• قناة النشر: في أي قناة نشر (تويتر، انستغرام، فيسبوك، …)؟
• نوع المنشور: (صورة، فيديو، نص، انفوجرافيك)