حلقة نقاش | واقع فرق العمل التقنية في العمل الخيري
- بواسطة الكاتب: تركي الشمري
- مدة القراءة: 5 دقائق
- نُشر بتاريخ: 26/03/2017
الرابط المختصر:
mozn.ws/10920
التصنيف:
محاور المقال
هذه هي حلقة النقاش الأولى في مجتمع مزن للتقنية، وكانت بعنوان “واقع فرق العمل التقنية في العمل الخيري”. شارك فيها نخبة من ذوي الاختصاص والخبرة في التقنية. وكانت الحلقة بإدارة الأستاذ عبدالعزيز الحمادي.
هل هناك ندرة في المتخصصين التقنيين في القطاع الخيري؟
بدأت حلقة النقاش بهذا السؤال: هل تعتقد أن هناك ضعف في تواجد متخصصين في التقنية في العمل الخيري؟ يقول عبدالله ردمان أن هناك ضعف سببه الفجوة بين التقنيين واهتمامهم بالعمل الخيري. فجهل التقنيين بأهمية وفضائل العمل الخيري جعلهم مبتعدين، ولا حل سوى بهدم هذا السور الوهمي في مخيلة التقنيين بحركة نشطة ومبادرة قوية من القطاع الخيري.
ويضيف عبدالعزيز الحمادي أن التقنيين العاملين في القطاع الخيري اليوم ضعيفين جداً في المجمل، ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها:
- ضعف الجانب التدريبي والتطويري لدى القطاع الخيري في مجمله.
- ضعف الجانب المالي لكثير من المنظمات، مما يزيد من تسرب الكفاءات المتميزة إلى القطاع الخاص والحكومي.
- عدم تبني قيادات العمل الخيري لأهمية التقنية، مما يتسبب في ضعف الإمكانيات التقنية.
أما نائف المطيري فيرى أن القطاع الخيري بعيد عن التقنية لأسباب منها:
- زهد الإدارة في التقنية، فلو خُير أحدهم في الإنفاق لأعطى الجانب التقني فضلة المال.
- انفصال الجيل الإداري عن قفزة الواقع التقني الذي يعيشه العالم.
- عدم وجود حلول وأنظمة تقنية تؤتمت العمليات في القطاع الخيري وتوفر المال حتى تساعد في دفع عجلة التقدم التقني للمنظمة.
ويرى الحسن المشيخي أن الفجوة والضعف التقني ليست بسبب قلة أعداد التقنيين بل بسبب ضعف اهتمام القيادات بالحلول التقنية المستدامة، وقد يُفسر هذا الضعف بطء العوائد التقنية في العمل الخيري مقارنة بالعوائد السريعة مثل المصنع أوو العمل التجاري! لذلك رأينا الاندفاع القوي نحو استخدام الشبكات الاجتماعية كأداة تقنية لتسويق الأنشطة وجمع التبرعات لكن لم نر مثل هذا الاندفاع لتحسين خدمات المستفيدين في هذه المنظمات التي تطلب أحيانا ملء نموذج ورقي! فلو أعلنت الجهات الخيرية احتياجها بشكل واضح وبفرص مشجعة لوجدت إقبال ولاستطاعة الوصول للمتخصصين.
ويضيف محمد الفايز على الأسباب قائلاً:
- ارتفاع تكلفة التقنيين المميزين وقلة المتطوع منهم.
- من يريد التطوع لا يجد من الجهات تحديداً لاحتياجهم وماذا يريدون فعله. كما أن هناك ضعف في إدارة المشاريع التقنية.
- التنظيم الإداري هو أحد أكبر العوائق للمنظمات الخيرية. حيث أن أغلب الجهات حتى وإن كان لديهم إجراءات فإنها ليست مرسومة ولا يعرف بدايتها ولا نهايتها وعلاقاتها من العمليات الأخرى.
الاستفادة من المتطوعين التقنيين:
جاء في ثنايا النقاش ذكر قضية الاستفادة من المتطوعين التقنية في تنفيذ وتشغيل المشاريع التقنية في المنظمات الخيرية. يعلق ناهض الحربي على هذا الموضوع قائلاً أن المتطوع التقني في الغالب لديه خبرة عالية ، لذلك هو يحب أن يؤسس مشاريع ولا يدخل في تشغيلها. ويضيف أن المنظمة إذا أرادت الاستفادة من متطوعين لتأسيس وبناء المشاريع التقنية، فعليها أن تفكر في احتياجها لمشغلين لهذه المشاريع، حتى لا تتوقف بسبب عدم القدرة على تشغيلها.
ويضيف تركي الشمري موضحاً أن القطاع يحتاج موظفين تقنيين أكثر من حاجته للمتطوعين. وبالتالي فإن المشكلة هي الاستقطاب للتوظيف، وليس للتطوع. فالاستشارة ستجد من يتطوع بوقته من أجلها. وغالبا هي محدودة بوقت ومرتبطة بمشروع. لكن ماذا عن إدارة البنية التحتية التقنية في المنظمة؟ وتطوير وتشغيل الخدمات الداخلية؟
ويقول عبدالعزيز الحمادي أن المتطوعين التقنيين تواجدهم شيء رائع، ولكنه ليس حلاً دائماً، لأن المتطوع سيترك المنظمة في أي وقت فتتوقف فيها أغلب العمليات. فالأفضل هو تأسيس فريق تقني دائم في المنظمة، أو حتى التعاقد من مؤسسة تقنية خارجية لإدارة العمل التقني داخل المنظمة بشكل دائم.
هل ستحل المركزية على المشكلة:
ناقش المشاركون إمكانية توفير حلول تقنية مركزية للجهات الخيرية، بحيث تقلل من اعتماد وحاجة الجهات الخيرية للفرق التقنية. يقول نائف المطيري أن الموارد البشرية التقنية ثروة، واذا كانت ناقصة في القطاع الحكومي (الذي يعتبر مقدما في التوظيف لدينا في السعودية) فنقصها في القطاع الخيري سيكون من باب أولى. ولهذا فالحلول البرمجية المركزية ستكونن مناسبة.
ويتفق بندر الشهراني معه قائلاً أن دخل الجهات الخيرية لا يسمح في كثير من الأحيان في الاستثمار الأمثل في التقنية. لذا فإن وجود جهة واحدة غير ربحية متخصصة في التقنية قد تساعد في الحل، على أن تعمل كمزود خدمة مشترك وتوزع تكاليفها على المشتركين.
ويذكر صالح الكحلان تصوره لهذه الجهة المركزية مقترحاً أن تكون الخطوة الأولى هي تكوين فريق عمل أساسي يحوي متخصصين من كل فئة (مختصو بنية تحتية، محللو أعمال، مطورو أعمال، مدراء مشاريع، مختصون في تطوير التطبيقات، …) بحيث يعمل الفريق على وضع خطط وآليات عمل وتحديد للاحتياجات، ثم يقوم الفريق بإطلاق مبادرات ومشاريع يتم قياس أثرها وتحسينها بشكل مستمر.
ويرد الحسن المشيخي قائلاً أن الجهة المركزية قد تحل مشكلة التشغيل والصيانة، لكن هل ستقدم هذه الجهة الحلول التقنية الخاصة للجهات مع اختلاف تنوعها وأحجامها؟ ومن سيدير هذه الحلول داخل المنظمة؟ ويضيف سليمان الرومي أنن إدارات التقنية تحولت من إدارات مساندة خدمية الى إدارات تقود المنظمات، فالتطور في كثير من المنظمات العالمية تقوده التقنية.
ويعلق ناهض الحربي أن من التجارب الجميلة في عالم الحلول البرمجية المركزية تجربة الحكومة الاسترالية مع بوابات الجهات الحكومية هناك. حيث قامت الحكومة ببناء دليل استرشادي لأهم الامور التي يجب توفرها في مواقع الحكومة وجعلت التنفيذ اختياري لكل جهة بشرط الالتزام بالدليل الاسترشادي، ثم قامت الحكومة بعد ذلك ببناء نسخة كاملة لبوابة حكومية مطابقة للدليل على منصة دروبال أسمتها aGov وجعلتها متاحة بشكل مباشر على منصة دروبال للجهات الحكومية الاسترالية التي ترغب باستخدامها. والدعم متاح لهم من خلال فريق الحكومة.
ماذا عن الحل؟
ذكر المشاركون في حلقة النقاش بعض الحلول التي ستساعد في ردم الفجوة بين القطاع الخيري والتقنية. قمنا بجمعها وتنقيحها، وسنستعرضها في هذه النقاط التالية:
- تقييم الوضع الحالي: تشخيص واختبار وضع الجهات الخيرية سيساعد في فهم المشكلة. فنستطيع بعد هذا التحليل التفريق بين التعميمات الخاطئة والصحيحة عن القطاع الخيري وعلاقته بالتقنية.
- توفير مكتبة تقنية: هذه المكتبة تحتوي على مواد تيسر على الجهات الخيرية تأسيس وتشغيل فرقها التقنية. فتجمع المكتبة السياسات والإجراءات وأفضل الممارسات المتعلقة بالجانب التقني في المنظمات الخيري.
- تأهيل التقنيين: صناعة برامج وحقائب لتدريب وتأهيل الموظفين التقنيين العاملين في القطاع الخيري. هذا النوع من التدريب سيخرج أشخاص مؤهلين لتشغيل الوحدات التقنية في المنظمات ولإدارة المشاريع التقنية في المنظمات باحترافية عالية.
- توفير قوائم بالجهات التقنية الوسيطة: جمع الجهات التقنية الوسيطة التي توفر خدمات للمنظمات الخيرية (تصميم تطبيقات، بناء مواقع، توفير معدات، …) مع وضع آلية لتقييم أدائها وتوثيق تجارب المنظمات الخيرية معها.
- التحالفات التقنية: بناء تحالفات مع مقدمي الخدمات الإلكترونية لدعم المشاريع التقنية والتطويرية للقطاع الخيري.
- الاعتماد على البيانات والاستفادة منها: تحليل البيانات وتصويرها بيانياً. إجراء التحليلات التنبئية والاعتماد على القرار المبني على المعرفة بناء على البيانات المتاحة.
الوسوم:
هل أعجبك المحتوى؟
اقرأ وطور معرفتك التقنية واكتسب المهارات
شارك المحتوى مع من تحب
التعليقات (0)
عن الكاتب
تركي الشمري
محرر سابق في موقع مزن. أكاديمي. مهتم بتطويع التقنية وتحليل البيانات في القطاع الخيري.