البحث

تسجيل الدخول

أو التسجيل كعضو جديد

البحث

الرشاقة التنظيمية وأهميتها في إعداد الاستراتيجية التقنية للمنظمة

الرابط المختصر:

mozn.ws/90524

التصنيف:

محاور المقال

الرشاقة التنظيمية وأهميتها في إعداد الاستراتيجية التقنية للمنظمة

الإستراتيجية الرشيقة هي عبارة عن نهج استراتيجي يستلهم من الحركة الرشيقة في عالم الإنتاجية، حيث يتم التركيز على التوجيه الإستراتيجي التفاعلي والتكيف مع التغيرات المستمرة في البيئة الخارجية. ويمكن تحقيق هذا النهج عن طريق الاستجابة بسرعة لتطورات سوق العمل، والتعامل بمرونة مع تغيرات الإنتاج والكفاءة، والتكيف مع المتطلبات الجديدة للعملاء. وكما تحدثنا في أحد مقالاتنا السابقة عن مفهوم الرشاقة الإستراتيجية والتخطيط للمنظمات ولكن هناك سؤال هام:

 هل التخطيط الاستراتيجي يتعارض مع تحول المنظمات للرشاقة التنظيمية؟

لا يتعارض التخطيط الاستراتيجي بشكل ضروري مع تحول المنظمات للرشاقة التنظيمية. بل على العكس، التخطيط الاستراتيجي والرشاقة التنظيمية عبارة عن مفاهيم متكاملة يمكن دمجها بشكل فعال لتحقيق أداء أفضل في ظل الظروف المتغيرة.

وفقًا لدراسة أجراها المركز الأمريكي للإنتاجية والجودة APQC في عام 2021، فإن التخطيط الاستراتيجي الجيد يمكن أن يساعد المنظمات على تحقيق الرشاقة التنظيمية، إذ يمكن للتخطيط الاستراتيجي المناسب أن يوفر الاتجاه والهدف العام الذي يحتاجه الفريق لتحقيق الرشاقة.

بالإضافة إلى ذلك، يقول Aaron De Smet من McKinsey & Company أن الرشاقة التنظيمية تحتاج إلى قدرة ديناميكية للحركة بسرعة وإجابة سريعة مع الحفاظ على استقرار الأساس الثابت، ويمكن للتخطيط الاستراتيجي الجيد أن يوفر هذا الأساس الثابت الذي تحتاجه المنظمات لتحقيق الرشاقة.

ولذلك ظهر ما يسمى بالإستراتيجية الرشيقة، أو رشاقة الإستراتيجية، والتي تعني: القدرة على التأقلم مع كل جديد. والتبدل وفقًا له.

يتركز التخطيط الإستراتيجي في هذا النهج على الاستجابة للتغيرات المتسارعة في بيئة الأعمال والاستماع تماماً للعملاء والمنافسين والأسواق المحيطة بالشركة. وتتطلب هذه المنهجية الرشيقة التركيز على القدرة على التغيير والتكيف بسرعة فيما يخص الأولويات الإستراتيجية، إذ يجب أن تتمكن المنظمات من الاستجابة بسرعة لتلبية احتياجات العملاء الجديدة، وتشجيع التطوير المستمر لمنتجاتها وخدماتها.

ومن هنا تتبين علاقة الإستراتيجية الرشيقة بالتخطيط الإستراتيجي في ضمان تطوير إستراتيجيات أقوى وأكثر مرونة وملائمة لمتطلبات بيئة عمل متغيرة، حيث يعتمد التخطيط الإستراتيجي الرشيق على جمع المعلومات والتحليلات والخبرات والتوجه الإستراتيجي لتحديد استراتيجيات جديدة وتحديث الخطط الحالية بشكل مستمر، وهو ما يساعد على تعزيز القدرة التنافسية للمنظمات في بيئة الأعمال VUCA.

الفرق بين الإستراتيجية التقليدية والرشيقة 

الاستراتيجية التقليدية تعتمد على الخطط الاستراتيجية طويلة المدى التي قد تكون صالحة لعدة سنوات. تعتمد هذه الخطط على تقديرات حول البيئة الخارجية والتحديات المستقبلية والتوقعات المثلى للشركة، يتم تحديد الأهداف والخطط والبرامج طويلة المدى بشكل مسبق والسير نحو تحقيقها بشكل مستمر.

من ناحية أخرى، تعتمد الاستراتيجية الرشيقة على نهج ديناميكي ومرونة عالية للتكيف مع سرعة التغيرات في بيئة العمل. هناك تركيز على تحسين الجودة والكفاءة وتخصيص الموارد حسب الحاجة الفعلية. وتكون الخطط والأهداف الرئيسية مرنة وذات طابع مؤقت.

لذا تختلف الاستراتيجية التقليدية والاستراتيجية الرشيقة بشكل كبير، ولكن قد يكون من الأفضل أن يعتمد القرار بشأن استخدام إستراتيجية محددة على نوع الصناعة والمنظمة والمتطلبات المحددة.

ويمكن إجراء مقارنة بسيطة بين الاستراتيجية التقليدية والإستراتيجية الرشيقة في عدة مجالات، مثل:

 

الفرق بين الإستراتيجية التقليدية والرشيقة

 

ماهي مبادئ تطوير الإستراتيجية الرشيقة؟

تطوير الاستراتيجية الرشيقة يستند إلى عدة مبادئ أساسية، بالاعتماد عليها، يمكن للمنظمات تحسين كفاءتها وتنمية قدراتها على التكيف مع التحولات السريعة في السوق، وتشمل هذه المبادئ ما يلي: 

1- التركيز على العملاء:

يجب وضع عملائك في المركز والتفكير لكيفية تلبية احتياجاتهم ورغباتهم.

2- التركيز على التعلم والتحسين المستمر:

ينبغي إجراء الكثير من الدراسات والأبحاث، فيتعين على المنظمات التعلم من المخاطر والفشل وتحسين الأداء بشكل مستمر، وأن تكون مستعدة للتحدي حتى لأبسط الافتراضات. 

3- التركيز على التحول الرقمي:

يمكن للتحول الرقمي المنهجي أن يساعد المنظمات على زيادة كفاءتها وتحسين تجربة العملاء وتوفير المال والوقت وإيجاد فرص جديدة.

4- التركيز على التكامل والتعاون:

يمكن استخدام التكامل والتعاون بين مختلف الإدارات والأقسام لمعالجة التحديات وإيجاد الحلول.

5- التركيز على البساطة:

يجب عدم إضاعة الوقت والمال في إنشاء خطط معقدة وصعبة التطبيق.

6- التركيز على الروح الرياضية:

يجب إنشاء ثقافة روح الفريق ودعم الفشل والتحول السليم والاستخدام الفعال للخبرات والمعلومات.

7- التركيز على المرونة:

اعمل على إيجاد حل سريع، وتبنى إطار ذهني أكثر رشاقة، فلا تحاول التنبؤ بمستقبل محدد، وسرع من إيقاع العمل والتعلم، وكن مستعدا للتغيير والتفكير مرة أخرى، وركز  على النتائج والتكيف بشكل أفضل مع بيئة العمل المتغيرة عن طريق اعتماد خطط مرنة وقابلة للتعديل بشكل سريع وعند الحاجة.

للمزيد أكثر عن مبادئ (أجايل) Agile الاثني عشر Agile Manifesto

ماذا يجب على المنظمات عند بناء وتنفيذ الخطط الاستراتيجية؟

في بناء الخطط الاستراتيجية الرشيقة ينبغي التفكير في عملية التغيير ودراسته دراسة جيدة، في بعدين، هما طبيعة وسرعة التغيير،  “ويوضح الشكل أدناه  العلاقة بين سرعة وطبيعة التغيير، وأين تكمن حاجة المنظمة للرشاقة الاستراتيجية”.

العلاقة بين سرعة وطبيعة التغيير للرشاقة الإستراتيجية في المنظمة

 

 كما أنه يجب التفكير في القيمة التي يبحث عنها العميل المستقبلي وليس فقط  الحالي! وذلك من مرحلة تحليل بيئة الأعمال، فبناء وتنفيذ الاستراتيجية بالتركيز على القيمة المضافة للعملاء يتطلب تحديد الاحتياجات والرغبات والتحديات التي يواجهها العملاء، ويتم ذلك عن طريق القيام بدراسات واستطلاعات الرأي لفهم التغيرات في احتياجات العملاء ومتطلباتهم والتحديات المحيطة بهم.

ومن هنا، يجب التركيز على إضفاء القيمة المضافة للعملاء في جميع جوانب العمل والإنتاج، ويمكن تحديد بعض النقاط الرئيسية للتركيز عليها بما في ذلك:

 

1- معرفة أفضل الخبرات والممارسات والتحديثات في الصناعة وتوفير الخدمات التي يطلبها العملاء.

2- تحسين جودة المنتجات والمخرجات وتبسيط العمليات الإنتاجية والخدمية.

3- تجربة ودراسة الخدمات التي يقدمها المنافسين وتوفير بدائل مماثلة أو مجالات للاختيار.

4- إنتاج منتجات شديدة التخصيص تتماشى مع طلبات العملاء المحددة لتلبية احتياجاتهم الفريدة.

5- تحسين خدمات العملاء بشكل مستمر وتخصيص الردود والإجابات التفصيلية بشكل أسرع وفعال للاحتياجات.

ولإنتاج قيمة مضافة فعالة للعملاء فعال يمكن وضع خطة عمل وتنفيذ مراحلها، مثل:

1- تحديد هدف تطوير قيمة مضافة مضمون.

2- التعرف على احتياجات العملاء ودراسة تفصيلية حولها.

3- تحليل معلومات حول العملاء وتطبيقها لتحسين العمل.

4- تجريب النتائج وتقييمها على أساس تعزيز القيمة المضافة للعملاء.

تحتاج هذه الخطوات إلى إدارة فعالة وتحليل معلومات دقيقة ومستمرة ومتابعة للعملاء، وفي النهاية تتيح تلك الخطوات تحديد الاحتياجات الأساسية للعملاء و توفير خدمة متفوقة تثير إعجاب واحترام العملاء وتعزز الإنتاجية والكفاءة داخل الشركة.

 أربع تقنيات للتخطيط الرشيق وتطوير استراتيجية رشيقة: 

  1. التركيز على مجموعة صغيرة من الأولويات الإستراتيجية. 
  2. التأكد من أن الفرق لديها أهداف واضحة ومحددة.
  3. تسريع دورات التخطيط لإعادة تخصيص الموارد بشكل متكرر.
  4. تمكين الفرق بدلًا من توجيههم.

على ماذا تتطلب الرشاقة الاستراتيجية؟

تتطلب حساسية استراتيجية Sensitivity strategic والتي تتطلب بدورها بصيرة استراتيجية، Insight Strategic، تنتج البصيرة الاستراتيجية عن تبادل مكثف مع العالم الخارجي بالإضافة إلى انعكاس عميق لذا، فإن تعظيم القنوات وتكامل تبادل المعرفة مع العالم الخارجي هو شرط مسبق للحساسية الاستراتيجية. لا يمكن أن تكون هناك حساسية دون التعرض للتحفيز! 

إن تطوير المهارات المناسبة واستخدام الأدوات المناسبة والابتكار والتفكير الإبداعي والتحليل الدقيق للسوق والقرارات الجريئة، سيساهم في إنتاج البصيرة الإستراتيجية، وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتطوير البصيرة الاستراتيجية:

1- تحديد الغايات المستهدفة:

يجب على المنظمة تحديد الأهداف الواضحة والمحددة قبل بناء استراتيجية.

2- التحليل الداخلي:

يحتاج المرء إلى تحديد نقاط القوة والضعف واستخدامها في رسم الخطط المستقبلية.

3- البحث عن التفوق:

التعرف على عوامل النجاح والفشل في التفوق على المنافسين.

4- التحليل الخارجي:

تحديد التغييرات في السوق والاتجاهات وممارسات المنافسين والعملاء وتعتبر هذه النقطة مهمة في جعل القرارات المعتمدة.

5- تحديد نقاط التحول الرقمي:

بالإضافة إلى التحليل الاستراتيجي تنتظر المنظمات المتحولة إلى قطاع الرقمي من مثل القدرة على جمع البيانات الرقمية وتحليلها وتفسيرها لجعل الأعمال أفضل وأكثر فعالية.

6- تحديد المشاريع الاستثمارية:

يجب على المنظمات اختيار المشاريع التي تلبي احتياجات السوق وتوفر للمنظمة فرصًا للنجاح في المستقبل.

7- التواصل والتشاور:

لدى المنظمات الحاجة إلى التواصل والتشاور بشكل دائم مع الجهات المعنية، بما في ذلك الموظفين والعملاء والموردين والشركاء والمدراء والمستثمرين، ضمن مسؤولياتها.

8- التنفيذ:

بعد تحديد الاستراتيجية والتخطيط اللازم، تنتظر المنظمات بحماسة وشغف التنفيذ المرن، من خلال البيانات والمؤشرات الأساسية والتحليلية.

مهارات أساسية لبناء استراتيجية رشيقة في المنظمات:

هناك مهارات أساسية لبناء استراتيجية رشيقة ولكي نتمكن من الوصول إلى الاستراتيجية الرشيقة تك يقترح Edward Morrison وزملاؤه جملة من المهارات الأساسية، والتي سنشير إلى بعض منها على النحو التالي:

1- إجراء حوارات عميقة ومركزة

إن صناعة الاستراتيجية عبارة عن جهد جماعي، لا يمكن أن يبذله فرد بعينه، فإذا كنا نسعى إلى التوصل إلى استراتيجية رشيقة يمكنها أن تتعاطى مع كل الأحداث الطارئة، والمتغيرات المتسارعة، لا بد من الاستعانة بوجهات نظر ورؤى مختلفة ومتباينة.

2- اسأل الأسئلة الصحيحة

السؤال، دائمًا أهم من الجواب، لكن بشرط أن يكون سؤالًا صحيحًا، وهنا في المراحل المختلفة من صنع الاستراتيجية الرشيقة، يجب أن يكون السؤال تأطيريًا، بمعنى أن يستوعب السؤال الموضوع محل النقاش، وأن يعمل على توجيه المشاركين في صنع الخطة إلى الوجهة الصحيحة.

3- حدد مواردك واصنع فرصًا جديدًا

تُعتبر الخطة الاستراتيجية، بمعنى آخر  هي القدرة على الحصول على الفرص واصطيادها، لكنك لن تستطيع ذلك ما لم تعرف وضعك الحالي، وما يتوفر لديك من موارد، وإمكانيات.. إلخ، فكلها أدوات يمكنك من خلالها اقتناص تلك الفرص التي قد تلوح في المستقبل.

4- ابحث عن الرابط بين كل ما تملك

ليس كافيًا أن تعرف ما لديك، وإنما أن تجد رابطًا بين كل هذه الأمور التي تمتلكها، فالعثور على هذا الرابط سيعينك في التأقلم على المستجدات والأحداث الطارئة.

5- حوّل الأفكار إلى نتائج

لا يكفي الحصول على فكرة، فهناك كم هائل من الأفكار الرائدة والنيرة، وإنما يجب تحويل هذه النظرية إلى ممارسة، تحويل الفكرة إلى حدث، إلى فعل. كما أنه من المهم العمل على تخيل المستقبل – ذاك المجهول الذي لم يأت بعد – ثم العمل على وضع سيناريوهات للتعامل معه فور وقوعه.

6- ابدأ حتى لو يكن لديك القدر الكافي من المعلومات

المعلومات الكثيرة التي قد تسرف في طلبها والحصول عليها قد تثبط همتك، ولا تدفعك إلى السير قدمًا، لكن إذا كان لديك قدرٌ قليلٌ من المعلومات فابدأ مشروعك الآن، وستحكمك الوقائع بذاتها.

 

وفي  الختام  نقول أن التخطيط الاستراتيجي الرشيق هو  (القدرة على إعادة توجيه المنظمة بسرعة نحو الفرص القيمة)

المصادر

1 2 3

 

الوسوم:

هل أعجبك المحتوى؟

اقرأ وطور معرفتك التقنية واكتسب المهارات

شارك المحتوى مع من تحب

التعليقات (0)

اترك تعليقاً

عن الكاتب

عباس الزيلعي

حاصل على درجة الماجستير في التربية ، أعمل حاليا في الإشراف التربوي، مشرفا للتميز ، ومُقيم التميُّز المؤسسي لجائزة الملك عبد العزيز للجودة، وكذلك سفير جودة أول في البرنامج الوطني لسفراء الجودة بهيئة المواصفات والمقاييس والجودة

اقرأ أيضًا

5 برامج مجانية لمكافحة الفيروسات الفيروسات والبرمجيات الضارة تشكل تهديدًا كبيرًا للمنظمات، حيث تؤدي إلى خسائر مالية بسبب توقف العمليات،  وفقدان البيانات الحساسة، وتدمير السمعة. ......
مدخل إلى فهم الفيروسات والبرمجيات الخبيثة يعد إزالة الفيروسات والبرامج الخبيثة من نظام ويندوز Windows  أمر بالغ الأهمية للحفاظ على أمان البيانات وأداء الأجهزة بشكل فعال.  تُعد ه......
5 مؤشرات تُساعد في قياس نجاح التحول الرقمي في المنظمات تهدف عملية التحول الرقمي على تحويل نماذج الأعمال وتطويرها بشكل إستراتيجي لتصبح نماذج رقمية مستندة إلى البيانات والتقنيات و......
5 نصائح لتعزيز الأمن السيبراني في المنظمات غير الربحية  تواجه المنظمات غير الربحية تهديدات سيبرانية متزايدة تستهدف بياناتها الحساسة. لذلك، من الضروري أن تتخذ هذه المنظمات خطوات ......
 كيف تستفيد المنظمات من تقنيات الذكاء الاصطناعي AI 5 أمثلة وتطبيقات لتحسين تجربة المتبرعين والمستفيدين الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة عظيمة للمنظمات غير الربحية لتحسين تجربة المتبرع......
دور تخصيص التواصل في تحسين دعم العميل لقد أصبح التخصيص مصطلحًا شائعًا في عالم المنظمات لسبب وجيه، فعندما يتم تطبيقه بشكل صحيح يمكن أن يؤدي إلى زيادة رضا العملاء وولائهم. ومن بين......

مجاني 100%

مميزات التسجيل في المنصة

كتابة التعليقات

إضافة المقالات إلى المفضلة

بحث متقدم

سبب الرفض
الملاحظات