الرشاقة الإستراتيجية وأهميتها في المنظمات
- بواسطة الكاتب: عباس الزيلعي
- مدة القراءة: 4 دقائق
- نُشر بتاريخ: 11/07/2023
الرابط المختصر:
mozn.ws/90002
التصنيف:
محاور المقال
الرشاقة الإستراتيجية وأهميتها في المنظمات
اكتسب موضوع الرشاقة الإستراتيجية Strategic Agility أهمية كبرى في الآونة الأخيرة وذلك لكونه مفهومًا هامًا ومدخلًا إداريًا يساعد المنظمات على البقاء والنمو والإزدهار. وسنتحدث في هذا المقال عن مفهوم الرشاقة الإستراتيجية والتخطيط للمنظمات.
أولًا: مفهوم رشاقة منظمات الأعمال وبداياتها
ظهرت وانتشرت المفاهيم الرشيقة بدايةً في مجالات التصنيع قبل أن تنتقل وتتطور إلى مختلف المجالات، بما في ذلك الإدارة والتسويق والإنتاج والخدمات والتعليم والرعاية الصحية.
وفي عام 2001م تطورت إلى مجال البرمجيات، فأصدر مجموعة من المتخصصين في تطوير البرمجيات ما يعرف بـ “الإعلان الوحدوي للتطوير الرشيق” (Agile Manifesto)،
وهو مجموعة من المبادئ الأساسية التي تنص على أن العملية التنظيمية يجب أن تتمحور حول الأفراد والتفاعل بينهم أكثر من الأدوات والعمليات المكتوبة.
تعد الرشاقة Agility في الإدارة اتجاهًا حديثًا، وعقلية وثقافة تنطلق من مجال إدارة التغيير، وظهرت لأسباب وعوامل متعددة، لذا يعد التحول الرقمي العامل الرئيس في ظهور الحاجة للرشاقة، إضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بالعملاء، والمنافسين وأخرى ذات صلة بالمنتجات.
والرشاقة التنظيمية (Agility) هي قدرة المنظمة على التكيف والتعامل مع التغيرات المتسارعة في البيئة التي تعمل فيها، وذلك عن طريق تحسين عملياتها وتطوير قدراتها ومهاراتها بشكل مستمر، واستخدام التقنيات الحديثة مثل البلوك تشين Blockchain والذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى الأدوات الذكية التي تعزز من كفاءتها وفعاليتها في تحقيق أهدافها. وبالتالي، فإن الرشاقة التنظيمية تتمثل كالآتي:
- السرعة في استجابة المنظمات للتغييرات الحالية.
- التنبؤ بالتغيرات المستقبلية.
- القدرة على التحرك بخفة، والتفوق على المنافسين في البيئة سريعة التغير.
- استثمار الفرص لصالحها في التوقيت المناسب.
- المرونة والتكيف والتحسين المستمر فهي تعد أسلوب حديث للمنظمات في إدارة المشاريع، وفرق العمل، وقيادة المنظمة، مما يساهم في تحقيق النجاح والاستمرارية في السوق.
الفرق بين الرشاقة Agility و مفهوم الإنتاج الرشيق Lean Management:
- الرشاقة Agility : تركز على تحسين عملية تطوير المنتج / الخدمة، وجعل دورات حياة المشروع أكثر مرونة وشفافية وقابلية للتكيف، كما أنها تهتم بإدارة عدم اليقين وتوفير البرمجيات العاملة.
- الإنتاج الرشيق Lean Management: تركز على القضاء على الهدر وإدارة العمليات وتوفير القيمة، أو ما يصح أن نطلق عليه الاختزال بصفة عامة، ويمكن تحقيق هذه الأهداف من خلال تحسين كفاءة العمليات والتركيز على احتياجات العملاء.
ماهي جوانب الرشاقة التنظيمية في المنظمات:
يمكن أن تشمل الرشاقة التنظيمية الجوانب التالية في أي منظمة، وصولًا لرشاقة المنظمة بشكل عام، وتحقيق أهدافها، وقيادتها بشكل متميز، ومنها:
-
- رشاقة الاستراتيجية
- رشاقة الهياكل التنظيمية
- رشاقة إدارة المشاريع
- رشاقة القيادة
- رشاقة الموارد البشرية
- رشاقة العمليات
ثانيًا: مفهوم الاستراتيجية والتخطيط
نعني بالاستراتيجية تلك الخطة المدروسة والمنهجية المتعمقة لتحقيق أهداف معينة، تقوم المستويات العليا في المنظمات ببنائها، وإسقاطها على الوحدات الإدارية المختلفة، تشمل المراجعة الدورية للوضع الحالي وتحليل البيانات والمعلومات المتاحة لتحديد الأهداف والخطوات اللازمة لتحقيقها، وتشمل الإستراتيجية أيضاً تحديد الموارد المطلوبة والمسؤوليات والجداول الزمنية والتقييم لقياس نجاحها، تتضمن إجراءات محددة لنقل المنظمة من وضعها الحالي إلى الوضع المستقبلي.
إذًا فالتخطيط الإستراتيجي: هو عملية تحديد الرؤية ثم تحديد الأهداف الإستراتيجية المحققة لهذه الرؤية
مع تحديد الوسائل الكفيلة بتحديد تلك الأهداف في ضوء معطيات دراسة بيئة المنظمة،
أي أنه عمليات منظمة ومستمرة وليست جهودًا عشوائية منقطعة، وهو ليس حدثًا عارضًا! وإنما منهجية مستمرة.
ثالثًا: خطوات التخطيط الإستراتيجي
1. البناء والتخطيط: بـ
- تقييم الوضع الحالي.
الخطوة الأولى هي فهم الواقع ومسحه وتحليله باستخدام أدوات تحليل بيئة العمل مثل:
-التحليل الرباعي SWOT
-التحليل السداسي PESTLE
-وثيقة التقييم المتوازنة Balanced Scorecard ثم وضع الرؤية والرسالة والقيم والأهداف.
- صياغة بيانات الإستراتيجية.
إعداد التوجه الإستراتيجي للمنظمة (القيم – الرؤية – الرسالة – الأهداف الإستراتيجية)
- بناء القيمة للعملاء.
تقديم خدمات ومنتجات ذاته قيمة للعملاء وأصحاب المصلحة الآخرون، لتعزيز الصورة الذهنية للمنظمة لديهم، والمحافظة عليهم، وكسب رضاهم وولائهم.
- تطوير محاور وأهداف الإستراتيجية.
تحديد أولويات تركيز أعمال المنظمة، والتي تحقق توجهها الإستراتيجي.
2- الإدارة والتنفيذ.
- تعميم ونشر الإستراتيجية
نشر الإستراتيجية عبر جميع مستويات المنظمة، والتأكد من إيصالها وفهم جميع العاملين لها، والتزامهم بها.
- إدارة الأداء
متابعة مدى تحقق الأهداف، بتقييم مؤشرات الأداء ومدى نجاحها في تحقيق المستهدفات، وتحديد الفرص التحسينية والتطويرية
- تنفيذ ومتابعة المبادرات.
إدارة المبادرات والمشاريع، والتأكد من تحقيقها للأهداف الإستراتيجية، ونجاحها في إيجاد الأثر المأمول منها.
- مراجعة وتقييم الإستراتيجية.
إيجاد نظام حوكمة فعال لإدارة الإستراتيجية، بالمتابعة وإيجاد أدوات مناسبة لتقييم مدى تحقق أهداف الإستراتيجية، ومساهمتها في التوجه الإستراتيجي، مع التحسين والتطوير المستمر.
لذا أصبحت الرشاقة الإستراتيجية Strategic Agility هى الوسيلة الأساسية للبقاء والقدرة على المنافسة ومواجهة الاضطرابات المستمرة فى بيئة الأعمال في الوقت الحالي، ومن ثم فإن سرعة التغيير وفجائية الأحداث فى البيئة المضطربة Chaos Environment تجعل الأسواق تظهر، وتصطدم، وتنقسم، وتتطور، وتموت.
وفي ظل هذه البيئة المضطربة لا سبيل للبقاء والازدهار إلا من خلال الرشاقة الإستراتيجية Strategic Agility، والتي تمد المنظمة بالقدرة على المرونة وسرعة الاستجابة في مواجهة التغيرات الجديدة غير المتوقعة وتمكنها من إعادة الضبط المستمر لاتجاه المنظمة الإستراتيجي، وتطوير طرق مبتكرة لخلق القيمة.
المصادر:
الوسوم:
هل أعجبك المحتوى؟
اقرأ وطور معرفتك التقنية واكتسب المهارات
شارك المحتوى مع من تحب
التعليقات (0)
عن الكاتب
عباس الزيلعي
حاصل على درجة الماجستير في التربية ، أعمل حاليا في الإشراف التربوي، مشرفا للتميز ، ومُقيم التميُّز المؤسسي لجائزة الملك عبد العزيز للجودة، وكذلك سفير جودة أول في البرنامج الوطني لسفراء الجودة بهيئة المواصفات والمقاييس والجودة